عملاق البحث غوغل يدخل منافسة المتصفحات

أعلنت شركة "غوغل" عن متصفحها الجديد الذي أطلقت عليه اسم "غوغل كروم"، وهو متصفح يتميز بوجود الخصائص الرئيسية إلى جانب سرعته وكثرة وظائفه، ولكنه مشوب بالقليل من الإضافات التي وضعت فقط من أجل البعد التجاري. وقد تباينت الآراء حول هذا المتصفح، فالذين لا يحبون الكثير من الإضافات والإمكانات الزائدة رحبوا بقدوم المتصفح الجديد من غوغل. أما الراغبون في الإضافات الكثيرة والخصائص يفضلون المتصفحات القديمة "انترنت اكسبلورر" و"فايرفوكس".




يرى المحللون أنه من السابق لأوانه الحكم على المتصفح الجديد من "غوغل"، لاسيما وهو لا يزال في طور التجربة، حيث تستطيع "غوغل" فيما بعد إضافة المزيد من الخصائص الجديدة في إصدارات تالية. فعلى سبيل المثال، لا تحتوي النسخة التجريبية من "غوغل كروم" على مدير للإشارات المرجعية. وهناك قائمة طويلة من الخصائص التي تفتقر إليها النسخة التجريبية من "غوغل كروم"، نذكر منها على سبيل المثال عدم احتواء النسخة على قارئ خدمة RSS.
تتميز واجهة المتصفح الجديد ببساطتها، ولكن جعلت غوغل منطقة المحتوى في المتصفح أكبر من أي من متصفح آخر، فكما تعطي غوغل في موقعها الأولولية لمحرك البحث وتظهره بشكل واضح في الشاشة، يضع هذا المتصفح "المحتوى" بشكل بارز مميز في صفحته.
"غوغل كروم"
الكثير من الأشياء التي تميز المتصفح "غوغل كروم" عن غيره من المتصفحات لا تكمن فيما تراه، ولكن فيما لا تراه. فهذا المتصفح قد صمم لتشغيل تطبيقات جافا سكريبت وإكس إم إل. وقد أحدثت غوغل تغييرات كبيرة في هذا المتصفح بخلاف المتصفحات الأخرى، ومنها أنها اختارت WebKit مفتوح المصدر ليكون محرك التصميم، وقامت ببناء ماكينة جافا سكريبت الافتراضية التي سمتها V8 لتشغيل جافا سكريبت بشكل أسرع وأكثر استقراراً وأماناً. كما يتميز المتصفح الجديد من غوغل باستقلال الإطارات المتتالية tabs حيث يعمل كل إطار منها بشكل منفصل عن الآخر، فإذا أصبح أحد الإطارات مشغولاً أو توقف عن العمل، لا يتأثر أداء الإطارات الأخرى. ويأتي هذا المتصفح مزوداً بخاصية Google Gears التي تساعد على الربط بين التطبيقات الموجودة على الويب والقرص الصلب في الكمبيوتر.
وقد صرحت غوغل عقب إطلاقها النسخة التجريبية من المتصفح الجديد أنه صمم بطريقة تساعد على تخفيض استنفاد الذاكرة. وبتقديم منصة جيدة لتشغيل التطبيقات التي تعتمد على الويب، تعطي جوجل نفسها فرصة لاستبدال Office ب Google Docs.
ومن المميزات الأخرى التي تميز هذا المتصفح وجود شريط العنوان الذي أطلقت عليه غوغل اسم Omnibox الذي يعمل كشريط بحث إلى جانب وظيفته كشريط عنوان، فما على المستخدم إلا أن يكتب الكلمات التي يبحث عنها ليقوم المتصفح باستخدام محرك البحث المفضل لدى المستخدم. وعندما يقوم المستخدم بكتابة URL، يعمل المتصفح مثل المتصفحات الأخرى إنترنت إكسبلورر 8 وفايرفوكس ،3 حيث يقوم بإظهار صفحات ويب مقترحة كلما كتب المستخدم حروف الموقع وذلك باستخدام المواقع السابقة التي زارها المستخدم قبل ذلك. وفي حالة قيام المستخدم بزيارة موقع معين من المواقع، يقوم المتصفح بتظليل النطاق، ويبقى بقية العنوان دون تظليل وذلك حتى يتمكن المستخدم من معرفة النطاق الذي يزوره بسهولة ويسر، حتى وإن كان العنوان طويلاً جداً.
يتميز متصفح كروم الجديد بالطريقة التي يفتح بها الإطارات tabs الجديدة. فبدلاً من فتحها في صفحة فارغة أو على صفحة البداية الخاصة بالمستخدم، يفتح الإطار الجديد على صفحة تحتوي على تسعة مواقع قام المستخدم بزيارتها قبل ذلك وذلك من خلال عرضها على شكل صور صغيرة بحجم thumbnail، إضافة إلى قامة بالإشارات المرجعية bookmarks، والإطارات التي أغلقها المستخدم مؤخراً، وصندوق بحث للبحث في المواقع التي زارها المستخدم قبل ذلك. ومع ذلك هناك مجموعة من العيوب الموجودة في المتصفح الجديد، من بينها عدم قيام المتصفح بسؤال المستخدم عما إذا كان يرغب في حفظ الإطارات قبل إغلاقها حتى يتمكن المستخدم من فتحهم جميعاً بصورة تلقائية في المرة التالية التي يطلق فيها المستخدم المتصفح. والأسوأ من ذلك هو أن هذا المتصفح لا يسأل المستخدم عما إذا كان يرغب بالفعل في إغلاق المتصفح، وهو ما يجعل المستخدم عرضة لفقد جلسات تصفح كاملة، لاسيما وأن المتصفح الجديد "غوغل كروم" لا توجه به خاصية استرجاع الجلسات السابقة. ومع ذلك يستطيع المستخدم استرجاع الإطارات السابقة من خلال فتح صفحة إطار جديدة، ليجد فيها قائمة بالإطارات التي تم غلقها مؤخراً "Recently closed tabs". وفي حالة قيام المستخدم بإغلاق العديد من الإطارات وأراد أن يعيد فتح أحدهم، يمكنه اختيار الإطار الذي يريده مباشرة. ولكن ما يشوب هذه الخاصية هو أن المستخدم لا يستطيع إعادة فتح أكثر من إطار في المرة الواحدة، وإذا قام بإغلاق المتصفح، تذهب القائمة كلها ولا يمكن استرجاعها.
الخصوصية والأمان
يتميز المتصفح الجديد "غوغل كروم" بوجود جميع الخصائص الأمنية التي يتمناها أي مستخدم في المتصفحات الحديثة، بما في ذلك خاصية إغلاق النوافذ المنبثقة pop-up blocker، وخاصية مكافحة التصيد الالكتروني. فعندما يقوم المستخدم بزيارة موقع يرى المتصفح احتواؤه على هجوم تصيد الكتروني، تخرج للمستخدم رسالة تحذيرية. ومن المميزات الأخرى التي أتى بها المتصفح الجديد خاصية وضع incognito أو التخفي، حيث يقوم المتصفح بحذف جميع آثار جلسة التصفح التي قام بها المستخدم عند قيامه بإغلاق النافذة، فتحذف ملفات cookies، وملفات الانترنت المؤقتة، وتاريخ التصفح عند إغلاق الجلسة. يتمكن المستخدم من استعمال هذه الخاصية من خلال الضغط على المفاتيح Ctrl-shift-n أو اختيار "نافذة تخفي جديدة" من قائمة الأيقونات الموجودة في الصفحة. وهذه الخاصية تشبه إلى حد كبير الخاصية الموجودة في أحدث إصدارات إنترنت إكسبلورر "8" والتي أطلقت عليه مايكروسوفت اسم "التصفح في السر" أو InPrivate Browsing.
وتقول غوغل انه من أهم ما يميز المتصفح "كروم" هو قيام المتصفح بفتح الإطارات في صندوق منفصل منعزل عن جهاز الكمبيوتر، فلا يستطيع الإطار الكتابة على القرص الصلب ولا يستطيع قراءة ملفات معينة من مناطق معينة من الجهاز، مثل سطح المكتب. وهو ما يساعد على القضاء على الإصابة بالبرامج الخبيثة، على حسب ما صرحت به "غوغل".
إضافات
تحتوي النسخة التجريبية من المتصفح "كروم" على نافذة تشبه نافذة مدير المهام بالويندوز، حيث يظهر في هذه النافذة كل نشاط يقوم المتصفح باستخدامه ويعرض الذاكرة التي يستنفذها كل نشاط، بالإضافة إلى استخدام كل نشاط من وحدة المعالجة المركزية، وكذلك يظهر في النافذة النشاط الذي يدخل إلى الانترنت أو الشبكة حالياً وسرعة الدخول الحالية.
وكما قال بعض الخبراء، من السابق لأوانه الحكم على المتصفح الجديد "كروم" لأنه لا يزال في نسخته التجريبية الأولى. فعلى الرغم من وجود العديد من الأشياء التي يفتقر إليها المتصفح، فإن كثيراً من المتفائلين يرون أن الإصدار الكامل من هذا المتصفح سيحتوي على كثير من الخصائص التي تقتقر إليها النسخة التجريبية
رابط البرنامج



http://www.google.com/chrome/?hl=ar


تقديريـــ